إلى أمي العزيزة،
أتذكر ما حدث قبل رحيلك عني ووداعك لي. أتذكر كلماتك كأنها أفضل أغنية لي. قلتي لي "حافظي على قلبك يا ابنتي، فأنت لا تعلمين ما الذي يمكن أن يصيبه. فربما يكون خفيفًا كالريش فيسلبه الهواء وربما يكون صلب كالصخر فيذوبه البكاء، وربما يكون رقيقا كالزجاج فينكسر بالصراخ. يا ابنتي إن قلبك لكي، لا تسمحِ لآخر في هذه الدنيا أن يقتلعه منكِ. حاربي، قاومي واظهري قوتكِ.."
ها أنا اليوم يا أمي اكتب لكِ، أخبرك بأن ابنتك قد هلكت. استطاع البشر الحاقدون الظالمون أن يكسروا أعز ما أملك وأن يسلبوا روحي. لقد سقط يا أمي ولا أستطيع النهوض مره أخرى. لقد اخذوا كل ما تبقى من قوتي كأنهم امتصوا دمائي. إن روحي تحترق، وقلبي ينكسر وجسدي يتألم.
لقد خانني حبيب وظلمني صديق وحسدني رفيق والمني أبي. لقد بكيت حتى انتهت دموعي وصرخت حتى تلاشى صوتي. لقد حاربت حتى نفذت قوتي. أكتب لكِ اليوم وعيناي لا تريا القلم وجسدي أصفر من الجوع والألم. أكتب ودموعي تتساقط كأمطار غزيرة في الشتاء ويداي تتعرقان كأنني مدفونة تحت رمال البيداء.
لقد تعبت ابنتك يا أمي. لقد فقدت نفسها في الحياة. لقد ماتت روحها الفرحة والمرحة صاحبة الابتسامة الدائمة وحلت محلها روح تائهة تتألم.
أمي العزيزة، أتمنى لو كنتِ هنا لتروي لي قصة من قصصك، أتمنى لو تروي لي قصة من أيام طفولتك. أتمنى لو كنتِ هنا لتضمدي جروحي. أريد أن أخلد إلى النوم وأنتِ بجانبي تغنين لي الأناشيد المليئة بالأحكام والعبر. أتمنى لو كنتِ هنا.
من ابنتك الوحيدة