المقاطع المحذوفة




المقاطع المحذوفة من كلماتنا التى نحتفظ بها فى أذهاننا فقط، أحلامنا التى لم نتفوه ببنت شفة عنها قط، إيماءات وجوهنا فى معاملاتنا للغرباء، ابتساماتنا التى تُرسم على ثغورنا بكثير من الجهد فى أيام عِجاف، ردود أفعالنا عند الإساءة إلينا، مناجاتنا الدائمة للسماء التى أظن أنها حفظت ما نرتله من دعوات عن ظهر قلب، دموعنا التى تُذرف خلسة فى وحدتنا، أسرارنا الدفينة التى نعانى كبح لجام ألسنتنا عن البوح بها لمخلوق بالرغم من رغبتنا المُلِّحة فى ذلك، حروبنا مع أنفسنا التى نقضى أياماً و ليالٍ نضمض جروحها مُنتهَكين القوى بشكل كامل، نوايانا التى لا و لن يطلع عليها مخلوق، خطايانا، اضطراباتنا، فقداننا للأشخاص مصحوبة بفقدان الآمال، تضحياتنا بأجزاء لا تتجزأ منا، هى حقاً من نكون! قد يعرفك البعض عن كثب، يسمع بك الآخرون، يحظى قلائل منهم بالتوقيع على شغاف قلبك، ولكن يبقى هناك جزء لا يدري بوجوده أحد سواك، وهذا الجزء المتوراى عن باقى أجزاء روحك و نفسك، هو-فعلياً- المسؤول عن مدى تصالحك مع ذاتك، عن قدر سعادتك، عما أنت عليه الآن من نضوج فكرى أو عدمه هو الذى يدفعك للأمام بكل قوة او يُقهقِرُك خلفًا، خوفاً من الفشل أو المجهول، يجعلك تخلق من المحنة منحة أو العكس تماماً، هذه البقعة اللامرئية للبشر منك هى ....أنت!