وقتما بلغت بحزني اعالي القمم



وقتما بلغت بحزني أعالي القمم، فطرق الأمل بابي على سبيل الخطأ! ووجدت الأب الحنون والاخ العصبي والصديق المتفاهم والحبيب فيه، فكان يضمني بكلمة و يحتضنني بأخرى فوالله وقتما بلغت بحزني أعالي القمم وركضت إليه ركضاً، كان يقرضني الحب قرضاً! فرأى في توتري المفرط رقةً في التعبير عن ما أكن من مشاعر كنت أخشى أن تظهر فتُذَل ذاتي أو تهون لذالك دمت أخفيها، حتى أنني أتذكر وقتما كان يبتسم لي بنصف شفاهه الوردية مستهزئا بي وببلاهتي ولكن كان يرمي بعيناه بعيدا وكأن شيئا لم يكن، فيشعرني بالارتياح لاستكمل رحلتي بتأمل كل تفصيلة فيه فإن اصتدمت عينه بعيني على غير توقع أو قصد كان يملأني الارتباك! فقد أمسك بي متلبسة، قبض على اللصة التي كانت تسترق النظر و تأبى التوبة، فكان ينعتني بالكاذبة التي لا تكذب إلا على نفسها، فكنت اشتاظ غيظًا وأعترف له بمدى كرهي له! فكان يضحك علي قائلا: "عيناك تفضحانك يا محبوبتي الكاذبة، ألا تتوبين أبدا؟ متى تكونين صريحة مع نفسك كفاية لتعترفي بما يجول في خاطرك و قلبك؟ أتمني أن تتعلمي الشجاعة وتعترفي قبل فوات الأوان، فأنت تعلمين أن حبيبك ليس بصبور."