الصوت الذي يناديني



كان يوم روتيني عادي زي كل يوم. صحيت الصبح أشرب القهوة بتاعتي وأقرأ كتابي المفضل، فجأه سمعت صوت بيناديني. خفت، حاولت أفهم مين إلي بينادي، ومشيت ورا الصوت لحد ما وصلت السطوح، يااااه! بقالي سنين مطلعتش هنا، من يوم ما ماما وبابا ماتوا واتدفنوا في تربتهم. يا ترى الصوت ناداني لحد هنا ليه؟ مكنتش عارفة أجاوب على أسإلتي، وفي ثانيه السحاب ملأ السماء والدنيا مطرت. المياه نزلت عليا وفي اللحظه دي، عرفت الصوت ناداني هنا ليه؛ الصوت ناداني علشان أفتكر ذكريات طفولتي وشبابي، الصوت ناداني علشان أرجع لحياتي، علشان أبطل الأسود والرمادي والبكاء على الماضي، الصوت كان بيفكرني بآخر مره مشيت فيها تحت المطر وباليوم إلي مليت السطح كله بالورود والأضواء، الصوت ناداني عشان أفتكر آخر مرة شفت فيها القمر ومسكت فيها الكمان وعزفت للبشر، الصوت ده كان صوتي أنا، صوت احلامي والآمال إلي أنا حطمتها في لحظة ضعف، الصوت ده هو الحافز إلي كنت محتاجاه من سنين، هو إلي هيبني الطريق إلي همشي فيه، إنه الصوت الذي يناديني عندما أعجز عن الوقوف أمام المرآة ومواجهة مخاوفي. إنه صوتي أنا.