توبه



تعالى صوت الموسيقة و انتشرت رائحة الطعام الشهي في أنحاء المنزل لتنبه الجميع بأن الطعام جاهز لم تحتاج جدتي لتنده علين فكانت تلك الرائحه تكفي لتلفت انتباه الجميع.  أسرعنا كلنا نحو غرفة الطعام و تسلقت الكرسي و جلست عليه و قدمي لا تقرب حتى الأرض فقط لأرى نظرة الفخر في عين جدتي التي طلاما كانت تعطي حروبي حتى التافهه منها قيمه. جائت حامله معها طبق كبير لم أكترث حتى للنظر لما بداخله نظرت لي و ابتسمت و أحتضنتني بفخر. فتحت جدتي الراديو "توبة ان كنت أحبك تاني توبة" كانت تلك أغنيتها المفضله لعبد الحليم كانت دائما تقول انها تلخص حياتها و رغم ان الاغنيه رومانسيه بحت الا ان جدتي تراها في اكثر من شكل.  بعد مرور سنوات كانت أيضا أول أغنيه لعبتها على الجيتار لأستمع لدندنتها بجانب عزفي الردئ الذي لسبب مجهول لم يفشل في أسعادها قط و اتذكر تلك المره التي انهيت بها مكالمه معها دون القاء التحيه و غضبت مني  "توبة ان كنت أخاصمك و أرجع أصالحك تاني" كانت ما كتبته  لها في كارت مصحوب بباقة ورد. اتذكر ايضا  أحد مناقشتنا المحتدمة التي قادتها شخصيتي المتغترصة في سن ال14 التي أطلقت عليها "جدتي صراع الأجيال" رغم انها أتفه من ذلك بكثير و التي أنتهت بأعتذاري منها على أصراري على كسب تلك المناقشة بدلا من الأستماع لها كنتيجه لطبعي العنيد الذي يعلم كلانا جيدا اني أكتسبته منها. فارقتني و لازالت تلك الأغنية تلخص علاقتي بها و ارى فيها شريط حياتها الذي سمعت منه اكثر ما رأيت. لسنين بحثة عن شيء جمله او اي شيء يلخص فراقنا. شيء يشبه كلانا. سمعة الأغنيه و أدركت ان هناك جمله واحده لم انتبه لها قط "بس قابلني مره و تبقى دي أخر نوبة".