حب نفسك
يقضى الإنسان حياته يركض، يركض وراء ما هو سراب، أو ما هو حقيقة! و لكنه يركض، وينسى أن العمر يمر وما ينفذ منه لا يعود، تفوته فرص ويخسر أشياء منها نفسه من أجل الركض، وعندما يشيخ ويتقدم به العمر يقول لنفسه: ما هذا الذى فعلته بنفسى؟ لقد قضيت حياتى بما هو سراب؛ عملى، نعم! عملى أخذ منى كل شيء وعندما أصبحت شيخًا رماني كقمامة بصندوق، بلا قيمة وبلا فائدة. والأبناء الذين اضعت من أجلهم عمري؛ هاجروا، لا يتصلون إلا فى الأعياد. وها أنا هنا وحدي نادمًا على ما لم أفعل. لا يجب أن يفنى الإنسان حياته يفعل شيئًا واحدًا فقط ليس عمل فقط! ولا لهو فقط! يجب أن نعطي كل شيء حقه، يجب أن نوازن المعادلة على قدر الإمكان حتى إذ لم نصل إلى أفضل النتائج، ولكننا على الأقل لن نخسر أنفسنا. يجب أن نحب نفسنا أولًا حتى نحب الآخرين. ما أجمل التضحية ودور المضحي! ولكن يا صديقى، هذا الدور لن ينل التقدير الذى يستحقه. لا أدعوك للأنانية، ولكني أدعوك للحب و الاعتناء بنفسك، هناك كيان يدعى "نفسك" وله حق عليك يجب أن توفيه حتى لا يغدر بك الزمن! حتى لا تبكى وتندم على نفسك التى ظلمتها مع متاهات الزمن، لا تورط نفسك بما هو أكبر منك لمجرد المظهر العام، لا تضغط على نفسك من أجل شخص أخر و تقوم من أجله بما يخالف إرادتك، تعلم قول "لا" عندما تحتاج إليها. تعلم أن هناك حدود لكل شئ، حتى الجد والعمل لهما حدود ويجب أن نقف عندها، لأنه لن يؤذى أي شخص ما تفعله بنفسك سوى نفسك! وأنت من ستتحمل العواقب! يجب أن تدع وقت لنفسك، جزءًا من المصروف لنفسك، جزءًا من اليوم لنفسك- أو حتى من الأسبوع- لكي تعتنى بها بقدر المستطاع وتجعلها سعيدة وذات طاقة وعزيمة لتلك الحياة. حتى العناية على أكمل وجه؛ مارس الرياضة، اشترِ لنفسك شيئًا جديدًا، أو شيئًا تحبه حتى وإن كان قطعة شوكولاتة. وعندما تقوم بإنجاز ما كافئ نفسك واذهب للتنزه وافعل ما يحلو لك وما تشاء حتى إن كنت وحدك! لا يهم، نفسك كافية وأكثر. لا يجب أن تؤذى شخصًا أخرًا ولكن يجب أن تُفهم من حولك بأي مجال أنك لا تخدمهم بالسخرى و إنك تفعل ذلك بمزاجك وله حدود يجب أن يقف عندها.
لا ادعي المثالية ولا ادعي العمل بذلك ولكننى أحاول؛ أحاول أن أحب نفسى أكثر وأجعلها الأولوية في حياتى دون إيذاء أي شخص حولى حتى لا أندم كما ندمت من الطيبة المفرطة من قبل!
كن طيبًا ولا تكن ساذجًا!