OMAM x sfts — الشباب العربي: The Power We Hold

 بقلم: ملك محمود 



القوة والعزم والمثابرة والجرأة... وتطول القائمة؛ تطول بكل المرادفات التي تحمل معاني الشموخ والمناضلة من أجل الحصول على حياة أكثر آدمية، ومن أجل بناء أوطان قائمة على أسس العدل وتقبّل الاختلاف ونبذ العنف– ببساطة، هذه الكلمات تصف نضال الشباب العربي، النضال الذي لا يخمد ولا ينطفئ.

يحارب الشباب العربي عدة جهات، أعتقد إن أصعبها وأكثرها تعقيدًا هو التحرر من أغلال العادات والتقاليد المترسخة في مجتمعاتنا، فهذه الملحمة خاصةً تشمل عدة معارك في آن واحد: النقاشات والجدالات التي لا تنتهي مع أغلب الأسر، بالإضافة إلى معاناة تدخل المجتمع في حياتك بكل أريحية؛فقلما ما يجد الشباب العربي الهدوء والتفاهم والتقبل، لأن كل ما هو مختلف مُعرَض لشتى ألوان المعاملة القائمة على التمييز. ولذلك يملك الشباب العربي شجاعةً لا مثيل لها، لأنه يعلم مسبقًا ضريبة الخروج عن المألوف الذي يقيد أنفاسه، لكن هل يوجد أثمن من الحرية؟

وربما يتساءل أحدهم: ما الجديد؟ الشباب دائمًا قوة مؤثرة، فلا داعي للضجيج!

في الحقيقة، الشباب بالفعل -على مر العصور- قوة دفع وتغيير، وهذه حقائق تاريخية لا يمكن إنكارها. لكن الطاقة لا تفنى ولا تُستحدث من العدم، وهذا تمامًا ما ينطبق على طاقة الشباب؛ فمسيرة التغيير والنهضة مستمرة منذ قديم الأزل، ولكن مع تغير أنماط الحياة تتطور أهداف الشباب ومفاهيم الحياة المعاصرة السوية.

كما إن جيلنا يختلف حتمًا عن الأجيال السابقة، فنحن عاصرنا - خلال فترة قصيرة نسبيًا- الكثير من الأحداث المؤثرة و والتغيرات المهولة، وتوافرت لنا بسهولة العديد من المصادر التي تتيح لنا القراءة الحرة والتعمق في العديد من القضايا المثيرة للجدل، حيث إن طفولتنا وبدايات مراهقتنا كانت متزامنة مع انفتاح تكنولوجي وأحداث محلية وعالمية هائلة، مما غذى عقول الكثير منا، فلا تتفاجؤوا إن مررتم ببعض الشباب ووجدتموهم يتناقشون عفويًا عن الثورات والمصطلحات السياسية المتداولة الضخمة –وهم بنسبة كبيرة لا يقصدون استعراض ثقافتهم، بل إنهم على وعي تام بالقضايا التي يتناولونها. وهذه حقيقة يجب على من هم أكبر سنًا إدراكها، فالشباب ليسوا أطفالًا يعبثون بكلمات منمقة، بل هم يُشكلون مستقبلًا أفضل بكامل الجدية والمثابرة.

في النهاية، نرى إن قوة الشباب العربي تتمثل في ثقافتهم التي لا حدود لها، وشجاعتهم في خوض نقاشات ونشر الوعى وتحطيم "التابوهات"، فتغيير المجتمعات للأفضل لن يتحقق بدون إنارة العقول الغارقة في مستنقعات الموروثات والعادات القائمة على الظلم و التحكم في حياة الآخرين... ونحن حتمًا على الطريق الصحيح إلى مجتمع أكثر سلامًا وتحضرًا.