بباسطة محدش عجبه حاله...
كنت بسأل نفسي سؤال تاني؛ هو ايه المعنى الحقيقي للرضا؟
كلمة الحمد لله بنقلها، بس هل بنحسها؟
بنحس فعلا أننا راضيين ومبسوطين بالقدر والأسمة والنصيب، وبنكون مقتنعيين أن فعلا الحصل ده أحسن حاجة كانت ممكن تحصل وربنا مبيعملش حاجة وحشة، وفي فرق كبير بين أن ده فرض عليك ولازم تقتنع به، وأنك حاسس ده من جواك وفعلا بيريحك!
الرضا ده نعمة ربنا بيرزق بيها البشر زي رزق الفلوس والصحة بالضبط، ويمكن أهم وأغلى منهم. لو عندك، إحمد ربنا وأشكره، ولو مش عندك، أدعيله كل يوم أنه يرزقك بيها!
عارف ليه؟
عشان البني ادم بطبعه طماع، وربنا يكفيك شر طمع بني ادم وخصوصا أما يتملك طمعهم الشيطان!
أما يبقى مبدئهم هو مبدئ مكيافيلى، "الغاية تبرر الوسيلة،" وأما يدوسوا على أي حاجة أو أي حد يقف في طريقهم، ميهمش هم هيئذوا مين أو هيدمروا مين، من الأخر المهم الوصول للهدف مهما كانت الوسيلة، الضمير بيكون مات ومفيش حاجة تصحيه تاني!
الطموح مش عيب، بس هى شعرة المابين الطموح والطمع، لو تخطتها تبقى دمرت نفسك بنفسك!
طيب وده ايه علاقته بالموضوع؟!
ما دام البني ادم بدأ الطمع يملى عقله ونفسه، عمره ما هيعجبه حاله ولا عمره ما هيرضى عن نفسه أو عن أى حاجة حوليه!
لو قطعت له حتة من السما وأدتهاله في ايده هيقول "ايه الحظ ده؟! أنا كنت عايز السما كلها!"
وفي ناس هتموت على اللي فى ايده ومش طيلاه...
لسة مش مقتنع؟!
هقربهالك...
ولا اللي عنده عيال راضي ولا العقيم راضي،
ولا اللي بيتعلم راضي ولا الجاهل راضي.
الأم بتحلم بيوم من حياة الزوجة اللي مبتخلفش واللي مبتخلفش بتحلم بيوم من أيام الأم،
اللي بيتعلم بيحلم أنه ميذاكرش والجاهل بيحلم بالفرصة اللي هتخليه يذاكر.
شفت بقى أن محدش عجبه حاله، كل ما حد يجيله حاجة بيقول حتى لو بينه وبين نفسه " يوووه، ليه مجليش الأحسن من كدة، ليه؟!"
على الرغم من أن اللي وصله حلم لناس كتير، بس شطانه مش سايبه، مش سايبه يتهنى ويسعد ويرضى، ما هو كدة يبقى خسر التحدى!
مش بقول أني مثالية، أنا بعانى زيي زيك، و كتير مابكنش راضية، بس بفكر نفسي وبفكرك، قرب من ربك وأفهم الدنيا صح. الطموح مش عيب، وأنك تسعى للأحسن مش عيب، بس العيب أنك على طول تفضل باصص لقدام وتنسى أنك تستمتع باللحظة اللي بين اديك وتكون راضي ومرتاح ومقدر نعمة ربنا وحاسس بقيمتها.
يا ريت كلنا نقرب من اللي خلقنا، ونطلب منه نعمة الرضا، ده من حسن حظه اللي يترزق بيها!!