وعود بيضاء


و كنت أخذل نفسي كل مرة عندما أجد طمأنينة في وعودة حتى الكاذبة منها.
حتى أني أعتدت سماع تلك الوعود بأبتسامة عريضة.
أنا أيضاً كاذبة،في كل مرة يكسر وعده و يعتذر؛ أكذب و أقول "قد نسيت على أى حال."
ها نحن جالسين مع تلك المجموعة مع أصدقائنا المشتركيين نضحك و نتكلم في أحد الليالي الشتوية شديدة البرودة.
مرت ساعتين من الذكريات و الضحكات المتعالية و مع كل دقيقة يزداد الجو برودة فقررت أن الوقت قد حان أن أهرب لبيتي. ودعت كل الناس على أمل أن أراهم تاني قريباً و قبل أن أغادر سمعت تلك الجملة التي لم تفشل قط مهما تعودت عليها أن توقف نبضات قلبي للحظة "هوصلك نتكلم" مشينا قليلاً نحو البوابة و بدائنا كلام عن الكتاب الذي أنتهيت منه تلك الفترة و عن كره الشديد للقراءة و بعد الكثير من المزاح قال بكل جدية "عايزه، عايز أقراه" بدون أي تردد و رغم كرهي للتخلي عن كتبي وضعت يدي في حقيبتي و وضعت الكتاب بين يده دون التفكير.
"توعدني تقراه"
"أوعدك"
و ها أنا أخذل نفسي مرة أخره، أصنع ذكرة أخرى لتشعرني بالمزيد من الحسرة و الندم لاحقاً.
و هكذا غادرت. غادرت بعد أن أخذت منه أحد وعوده الغير مكتملة و تركت معه أحد الأشياء الأقرب لقلبي.
أحد وعوده المميزة التي تسعدني حتى و أنا أعلم أنها لن تقرب التنفيذ بشيء.
و مع أول أشارة مرور قابلتني توقفت للتفكير.
"أكاذيب بيضاء تطمأن قلوبنا و أعتدنا أن يتظاهر كلانا التصديق أو النسيان و لكن إلى متى؟!"