الكارثة

الكارثة لم يخطر ببال أى منا قط ان يتحول الوضع من مجرد مزحة نتناقلها الى كارثة لا يمكن السيطرة عليها او حتىالتحكم فيها، اصبحنا قابعين فى غرفنا داخل منازلنا مجبرين على البقاء و الا أصبحنا عرضة للموت او لموت احبابنا لامحالة اصبحت ايامنا متشابهة بشكل ملحوظ؛نستيقظ لنرتشف بعض من المنبهات ذات الكافيين التى ادمناها بمرورالوقت،نتابع نشرة الاخبار لكى نرى ان عدد الحالات فى العالم فى زيادة مستمرة،و أن الوضع خارج عن السيطرة فىبعض البلاد نمارس بعض الاعمال،الغالبية العظمى منها روتينية بحتة ثم نخلد إلي النوم لنستيقظ و نعيد الكَرَّة مرةاخرى . نتوق لرؤية احبابنا الذين حفظنا تضاريس وجوههم عن ظهر قلب،حتى اصبحوا جزءا لا يتجزا من أرواحنا وأنفسنا، نشعر بأننا غير مكتملين بعدم رؤيتهم ،فهناك جزء من قلبك يسكن معهم و لا يكتمل الا بوجودهم بجوارك.نشتاقالى دخول المساجد و الكنائس من جديد بالرغم من تقصيرنا تجاههما عندما كانتا مفوحتين الابواب و تتوسلان الينا لنعمرهمانشعر بالحرج و الخزى الشديدين امام انفسنا لعدم تقديرنا تلك النعم العظيمة و شعورنا بأهميتها الا عندماسلبت من بين ايدينا فقط. ..ولكن مهلا.. هلا ننظر بطريقة موضوعية قليلا لوضعنا الحالى ؟ تاركين الأثار النفسيه لنريبعض الإيجابيات ؟ ألم تري أنك أنت قرأت عددا لا بأس به من الكتب التى كنت تستثقل على عاتقك تصفحها و تتحجج بكثرة مشاغلك عنها ؟ ألم تري أنك وثَّقت صلتك بعائلتك المتواضعة التى كنت كثيرا ما تهملها ؟ أنك اكتشفت بعض مواهبك التى كانت مدفونه بداخلك طوال فترة ليست بقليلة و قد أخرجها العزل الصحي من الظلمات إلي النور،ونَمَيْتبعضها الاخر من جديدأنك غيرت نظرتك للحياة بعض الشئ،اصبحت اكثر وعيا و اهتماما بما يجول حولك مناحداث،انتظمت فى صلواتك،قويت صلتك بالله اكثر من ذى قبل ،حتى ايقنت ان لا ملجأ لك الا إليه،وقل تمسكك الزائدبالدنيا و متاعها الزائل . . واخذت كرتنا الارضية قسطا من الراحة لما كنا نحدثه بها من خراب و عبث مستمرين طوالالفترة السابقة بمبرراتنا الكاذبة او دونهاانت لست مُطالب بخروجك انسانا جديدا بعد انتهاء تلك الفترة،و لكن علىالاقل عليك أن تستغل الوقت و أن تجعل هذا الحدث يغير منك ،و تستكمل رؤيتك الحياه بمنظور مختلف عما كنت تراهمن ذي قبل . فقط اطمئن .. ستنقضى هذه الفترة العصيبة،ستنزاح الغمة,وسينجلى المرضسنعود لرؤية مَن نحب منجديد ،وسنرتمى بين ضلوعهم بالقدر الكافى هذه المرة.وسيعم السلام على ارواحنا التي أُنهكت،ولكن الان .. علينا توخىالحذر و الابتعاد قدر المستطاع،حتى نستطيع أن نلتحم من جديد و بلا قيود،حذر،خوف،أو وقايه . حينها ستبلغالسعادة فى قلوبنا منتهاها .