يوم ممطر



كان يوما من أيام الشتاء الممطرة،

الأمطار التى تأتى مرة وأثنتين بالعام وتغرق الأخضر واليابس

كنت حزينة ويثقل قلبى الهم الثقيل

عقلى مشغول بأشياء لا تعد ولا تحصى، أصول وأجول بلا جدوى

ثم...

سمعت صوت الرعد، فحركت الستائر لأشاهد البرق بالسماء من زجاج الشرفة.

دعوت دعوة صادقة من قلبى ذا النبض البطيء، النبضة تأتى بعد عناء من شدة يأسي.

بعد ذلك...

قررت أن آخذ حماما دافئا يذيب بعضا من همومى و يدفئنى من ذلك البرد القارص.

كنا مازلنا بالنهار، ربما الثالثة عصرا ولكنها كانت تبدو كالخامسة مساءً.

بعد الحمام قد توضأت وصليت بصدق من عمق وجدانى وكنت أشعر بكل خطوة أفعلها وقت الصلاة وكل دعوة دعوتها كانت من أعماق قلبى.

كان صوت الرعد يعلو ويعلو ومن عنفه يتزلزل الأثاث والنجف بمنزلى.

فيما بعد...

أتجهت إلى المطبخ لأعد كوبا من القهوة اللذيذة وصببتها بأحد فناجين طقم الصينى لكى أشعر بمتعة أحتسائها،كان الفنجان جميلا، طرفه مطلي بماء الذهب ومرسوما عليه أندر الزهور ثم وضعت قطعة من الشيكولاته بجانب فنجان القهوة.

مازالت تمطر...

رائحة القهوة غمرت المطبخ بأسره وعندما ذهبت إلى غرفتى قد غمرت غرفتى أيضا!

وضعت الفنجان على منضدة خشبية بنية اللون بجانب كرسيَ الهزاز المفضل.

شعرت بالقشعريرة فأرتديت (روبى) المفضل ثم أحضرت أحد رواياتى الأنجيلزية المفضلة "برايد أند بريجيدس" وأشعلت موسيقى هادئة أخذت تتراقص بالغرفة،

أطفأت جميع الأنوار وأشعلت مصباح سهارى هادئ (أبجورة) ثم

جلست على الكرسى الهزاز .

رائحة القهوة بجانبى كانت موسيقى تتراقص بقلبى.

أخذت أقرأ الكتاب أمام الشرفة الزجاجية المغلقة وأيضا كنت أتأمل عظمة الله الذى يسقى الأرض وجميع مخلوقاته بماء المطر الغزير، عظمة البرق والرعد، كل شيء، كل شيء وأقول سبحانك يا الله!

نسيت همومى...

كنت أحتسي قليلا وأقرأ كثيرا، والكرسى يهتز ويهتز

والموسيقى كانت تدفئ روحى

وفجأة...

وجدت هاتفى الخلوى يرن، عندما رأيت الأسم أجبت بلا تردد وجاءتنى أنباء سارة للغاية كانت مستحيلة الحدوث جعلت قلبى يرقص من الفرح رقصا!

فرميت الهاتف على السرير وركضت نحو الشرفة وفتحتها وخرجت وأخذت أقفز والماء ينهمر عليَ ويبللنى ولكننى لم أشعر به من شدة الفرح... أخذت أحمد الله وأشكره شكرا

ثم أدركت أننى إذا بقيت لحظة أخرى تحت المطر بالشرفة سأصاب بألتهاب رئوى ولم يعتنى بى أحد لأننى أعيش وحدى... فأسرعت إلى الداخل ووجدت قطعة الشيكولاته التى لم أتناولها مع قهوتى اللذيذة فأكلتها بعد ذلك ذهبت إلى الحمام لكى أجفف نفسى قبل أن أصاب بالحمة...

سبحان الله...يأتى الفرج من حيث لا ندرك!