الشماعة



ليه دايما أما بنغلط أو حاجة تبوظ مننا بنقول ده عين وصابتنى أو دى غلطتهم... أول أما نقع فى الغلط لازم نرميه على حد تاني، لازم نعلق غلطاتنا على شماعة عشان ننام مرتاحين، عشان منفكرش ومنديش ضميرنا الفرصة أنه يلومنا ونعيد الغلط مرة واتنين وتلاتة و برضه منتعلمش، يا ترا ده ليه؟ هل ده غباء مننا ولا فطرة فينا؟ أننا بنحب نتلدغ من الجحر مرتين، ممكن يكون عند؛ عايزين نثبت لنفسنا أو حتى لحد غيرنا أننا صح، حتى لو أحنا مقتنعين أننا غلط، حتة كبرياء كدة جوا كل واحد فينا بتقول "لا! إلا أنا! لا يمكن أكون غلط، أنا اللي عارف مصلحتى وهم مش فاهمين." بنحب دور الضحية، دور المظلوم الغلبان اللي يا حرام الناس مش بتحبه وبتكرهه ونبذاه، مقلتش أن دى أغلبية، بس بقول أن ده من خبايا نفوس ناس كتير مش قادرة تعترف بيه، لو بصينا لنفسنا قدام المراية وواجهنا نفسنا بصراحة، بس إزاى؟ لا، أنا كامل من غير عيوب، هم الوحشين، هو أكيد فى ناس وحشين وفى ناس مش كويسة وبيظلمون، .بس أحنا برده مش ملايكة وساعات حقيقى بنلعب دور الضحية ومبنفكرش فى لحظة أن العيب ممكن يكون فينا وممكن نكون أحنا الغلط، وأننا لازم نتعامل مع ده! بنستسلم لفكرة أصل أنا كدة... نحس، حظى كدة، يعنى مش أنت اللي محاولتش؟ توء توء، أنا نحس و مغضوب عليا.
فى ناس بتنفخ فى نفسها زيادة عن اللزوم وفى ناس بتقلل من نفسها زيادة عن اللزوم وفى الآخر هم ال٢ ضاحكين على نفسهم، مش فاهمين نفسهم صح وبيبصوا على الأمور من زاوية واحدة و مبيفكروش غير فى الطريقة اللي ترضي ضعفهم أو ترضى غرورهم وكبريائهم، عارف لو وصلنا لخط الوسط وعرفنا الفرق بين التواضع و الغرور؟ أهو الخط ده هو خط الثقة فى النفس، لو وصلتله أنت كدة واثق من نفسك، دائماً خليك أنت... على طبيعتك، بس خليك صريح مع نفسك، أكدب على طوب الأرض بس أوعى... أوعى تغش نفسك، وأعرف عيوبك وأشتغل عليها، مش عشانهم لا، عشانك أنت!

الأعتراف بالخطأ فضيلة مش نقمة، ليه منعترفش بغلطنا وندرك حجم اللي عملناه وببساطة نندم ونعتذر ونتعلم من غلطنا ومنكرروش؟ ليه منكنش شجعان كدة ونتحمل نتيجة أفعالنا وأختيارتنا؟!

أنت عارف لو كل واحد عمل كدة، هنروح حتة تانية خالص و بجد حياتنا وحياة اللي حولينا والعالم اللي عايشين فيه أكيد هيتغير.