من مذكرات كاتب #٢



٢ سبتمبر ٢٠٢١

لبست فستاناً ليس بورديٍ ولا بأحمر. أخترت واحداً أسود يكاد يكون أرجواني، اختيار موفق لتدمير هذا الموعد الغرامي. ثم نظرت للمرآة، شعرت ان شفتاي متشققة ذابلة، فحذفت احمر الشفاة من النافذة ولطخت شفتاي بالكحل الاسود الداكن، ومن ثم القيته هو الآخر ليتبع احمر الشفاه. فلن يفكر أبدا في تشارك القبل. نزلت متأخرة ببضع دقائق وقابلته، ففتح لي باب المطعم في منتهى الرقي حتى شعرت و كأنه أرضى غروري بعض الشئ وابتسمت... لحظة! لم اختار هذه الطاولة دونًا عن البقية؟! كيف له ان يعرف انني أحب ان اجلس بمكان مفتوح؟ ما اغباي، بالتأكيد من سجائري فهو لا يطيق رائحتها وإن شربتها بمكان مغلق سوف يموت مختنقاً، فهو رجل نباتي مثقف يتبع الف حمية وحمية، يقلق بشأن صحته كثيراً، مريع حقًا! فقط لو علم هذا الاخرق أنني ادخن لانقص من عمري الافتراضي، فلا تروقني تلك الحياة، وبالفعل جبانة جدا لانهيها.

قطع صوت أفكاري قائلاً: "يروقني الباذنجاني فيكِ كثيراً،" فتعجبت لما قاله ذاك الأبله، ثم قلت: "من ذوقك."
فصمت قليلا و سألته بكل سخافة ان كان لايزال يعاني من حساسية نحو الباذنجان.

صمت قليلا و قال: "سأطلب لنا نبيذنا الاحمر."

تجاهلني وطلبه بالفعل، فاخذت كاستي وفككت رباطة شعري ورميتها بوجهه، خلعت وشاحي وتعمدت ان اوقع حمالة من حمالات الفستان ووقفت. فنظر لي، ابتسم إبتسامة كلها ثقة و قال: " سكرتي قبل ان تحتسي نبيذك؟ ايعقل؟"

قلت له: "ومن قال لك أنني قد سكرت؟ أنا في قمة وعيي." وتركت طاولته وصعدت لمسرح العازفين وأمسيت اتمايل واتراقص ولم تكن هناك عينٌ بالمكان إلا وكانت تتعمق بالنظر بي. فاخذ معطفه وخبأني به واخذنا لخارج المطعم.